Friday, November 6, 2009

نيلسون

السابع من نوفمبر 1962

صدور الحكم بالسجن مدى الحياة على المناضل نلسون مانديلا


********
هناك اناس كثيرون يعتقدون انه من غير المجدي بالنسبة لنا الحديث عن السلام وعدم العنف ضد الحكومة التي لا ترد الا بهجمات عنيفة على اشخاص غير مسلحين ولا يملكون وسيلة للدفاع عن انفسهم
.
.


ارسل مانديلا بعد الحكم عليه بالسجن مدى الحياة الى سجن في جزيرة روبن يخضع لحراسة مشددة في خليج تيبل قبالة ساحل كيب تاون
وقام مانديلا بالدفاع عن نفسه وقال في دفاعه الذي استمر لمدة خمس ساعات وغلبت عليها العواطف "لقد تمسكت بمبدأ اقامة مجتمع ديمقراطي وحر يعيش فيه الجميع في انسجام وبفرص متساوية. انه مبدأ اتمنى ان اعيش من اجله وتحقيقه وانا على استعداد للموت من اجله اذا لزم الامر ذلك"


وكتب مانديلا في زنزانته التي اصبحت الان معلما سياحيا "يقابل المرء الوقت وجها لوجه عندما يكون في السجن. لا يوجد شيء يثير الفزع اكثر منه."
وفي الخارج كان الوقت قد بدأ ينفذ امام نظام التمييز العنصري. ومع وجود قيادات حزب المؤتمر الوطني الافريقي في السجن او المنفى ساعد الاطفال على استمرار الثورة.
وقتل المئات واصيب الالاف قبل سحق انتفاضة المدارس. لكن المتحررين البيض بدأوا يرون ان مانديلا الحل وليس المشكلة.
وبدأت حملة دولية للافراج عن مانيدلا مع تشديد الحكومات للعقوبات المفروضة على جنوب افريقيا التي عزلت البلاد عن العالم الخارجي.
واعلن الرئيس الجنوب افريقي فريدريك دي كليرك عام 1990 رفع الحظر عن حزب المؤتمر الوطني الافريقي والافراج عن مانديلا في فبراير شباط من هذا العام بعد سجنه لمدة 27 عاما.
واتى الضغط العالمي بثماره وتحسنت فرص اقامة نظام جديد في جنوب افريقيا.
لكن الامل تحول الى يأس
حين أدى اندلاع العنف في الاحياء الى القتال بين السود بعضهم البعض واتهمت قوات الامن في جنوب افريقيا بالتواطؤ في محاولتها للتقليل من شأن موقف حزب المؤتمر الوطني الافريقي.

وفي هذه الاثناء ناشد مانديلا مرارا الجنوب افارقة من اجل السلام لكن تم تجاهل دعوته على نطاق واسع.
وادرك المؤتمر الوطني والحكومة ان ايا منهما لا يملك الدعم الكافي لفرض ارادته على جنوب افريقيا.
واتفق مانديلا ودي كليرك على ابرام صفقات لتقاسم السلطة حتى اقامة انتخابات بموجب الدستور الجديد.
ولم يترك الكفاح من اجل جنوب افريقيا جديدة لمانديلا الا بالقليل من الوقت للاهتمام بحياته العائلية. وانجب مانديلا اربعة ابناء من زوجته الاولى وتوفي منهم اثنان قبل ان ينجب اثنين اخرين من زوجته الثانية ويني.
وانتهى زواج مانديلا من ويني بعد اتهام المرأة، التي امضت سنوات في حشد التأييد للافراج عن زوجها واصبح يطلق عليها "أم الامة"، بالخطف والتورط في اعتداء.
وبعد انفصالهما وطلاقهما في النهاية تزوج مانديلا وهو في الثمانين من عمره من جاركا ماشيل ارملة الرئيس الموزامبيقي الراحل.
واسفرت اول انتخابات متعددة الاعراق تجرى في جنوب افريقيا عام 1994 عن انتصار ساحق لحزب المؤتمر الوطني الافريقي. واصبح مانديلا في العاشر من مايو ايار 1994 اول رئيس اسود لجنوب افريقيا. وذاق الملايين طعم الديمقراطية لاول مرة. ورحب مواطنون من جميع الاعراق بنتائج التصويت ووصفوها بانها بداية جديدة للبلاد.
ووحد انتصار جنوب افريقيا بكأس العالم للرجبي عام 1995 الامة باكملها. وقدم مانديلا الذي كان من المغرمين بالرياضة الكأس لقائد الفريق فرانسوا بينار ليدعم موقفه مع مواطني البلاد الذين ينتمون لاصول بيضاء.
ورغم جميع مهاراته السياسية واجه مانديلا صعوبة في علاج الكثير من المشاكل الاجتماعية المزمنة في جنوب افريقيا وكانت ابرزها مشكلة العجز الحاد في اسكان الفقرا واستمرار الاحياء الفقيرة في التسبب في مشكلات للمدن الكبيرة.
لكن مانديلا نجح في اقناع الشركات متعددة الجنسيات في البلاد بالبقاء والاستثمار في جنوب افريقيا في فترة ما بعد نظام التمييز العنصري.
وفي ديسمبر كانون الاول 1997 تنحى مانديلا عن رئاسة حزب المؤتمر الوطني الافريقي لخليفته ثابو مبيكي.
لكنه استمر في شغل منصب الرئيس حتى تنحيه في صيف عام 1999 رغم اتهام البعض له بالاستبداد وحماية وزراء فاسدين وغير مؤهلين.
وفي مراسم مثيرة للعواطف عشية بدء الالفية الجديدة زار مانديلا مجددا الزنزانة التي امضى فيها 22 عاما من بين 27 عاما في جزيرة روبن واضاء شمعة رمزا للتصالح.
ورغم انه لم يعد رئيسا للبلاد الا انه مانديلا ما زال موضع احتفاء العالم.
وما زال مانديلا رغم وهن صحته يستخدم مكانته الفريدة ومهاراته السياسية على الساحة الدولية.
وقام مانديلا بدور الوسيط في اقناع الرئيس الليبي معمر القذافي بتسليم مواطنين ليبيين للمحاكمة في قضية تفجير طائرة فوق بلدة لوكيربي الاسكتلندية.
وعندما ادين احد الرجلين وهو عبد الباسط المقراحي في القضية زاره مانديلا في سجنه باسكتلندا.
وناشد مانديلا الرئيس الامريكي جورج بوش في اغسطس اب 2002 لعدم اتخاذ اجراء من جانب واحد ضد الزعيم العراقي صدام حسين.
ورغم تقدمه في السن الا ان جدول اعمال مانديلا ما زال مشحونا وقاد حملة بلاده الناجحة لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي ستقام عام 2010 والدعوة للحصول على مساعدة دولية في جهود جنوب افريقيا لمكافحة انتشار فيروس اتش.اي.في ومرض الايدز ومرض السل.
واعتزل مانديلا الحياة السياسية اخيرا في يونيو حزيران 2004 وقال للعالم
"لا تتصلوا بي سوف اتصل انا بكم."
ولم يتخل مانديلا، الذي لا يحمل اي ضغائن وكان يحترمه حتى خصومه السياسيين، عن رؤيته الخاصة بجنوب افريقيا غير العرقية وهي الرؤية التي عاش ليراها تتحقق خلافا لما كان متوقعا


وتبقى كلمته الخالدة
اننا نقتل أنفسنا حين نضيق خياراتنا في الحياة

Sunday, November 1, 2009

الجزائر

تتلخص سمات الثورة الجزائرية في أنها ثورة شاملة شعبيا
فالشعب الجزائري كله، كان الراعي لها ولم يتخلف منها إلا من انسلخ عنه وانضم الى صفوف العدو الغاشم
كما أنها ثورة مؤمنة عقائديا إذ كانت ثورة تستهدف تحرير الجزائر وبناء دولة في إطار المبادئ الإسلامية
كما أنها ثورة وطنية سياسيا،
إذ أنها لم تكن مقتصرة على فصيل سياسي محدد بل شاركت جميع الفصائل السياسية
لكنها واحدية القيادة تنظيميا
تعرف الثورة الجزائرية باسم
"ثورة المليون شهيد"
وهي حرب تحرير وطنية ثورية ضد الاستعمار الاستيطاني الفرنسي قام بها الشعب الجزائري بقيادة جبهة التحرير الوطني الجزائرية وكانت نتيجتها انتـزاع الجزائر لاستقلالها بعد استعمار شرس وطويل استمرّ أكثر من 130 عاماً
انطلقت الرصاصة الأولى للثورة الجزائرية في فجر الفاتح من نوفمبر 1954
الذي يصادف عند الأوروبيين يوم "عيد جميع القديسين" معلنةً قيام الثورة بعد حوالي 130 سنة من الاستعمار الفرنسي للبلاد
وقد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار
المزوّدين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية
استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد
يرجع الفضل في انتصار الثورة الجزائرية إلى وضوح أهداف القائمين بها
والتضحيات الشعبية الهائلة التي قدمها الشعب الجزائري الذي عبأ كل طاقاته لتحقيق الانتصار
يضاف إلى ذلك الأساليب المبتكرة التي لجأ إليها المجاهدون والمجاهدات
لتوجيه الضربات الأليمة لجيش متفوق في العدد والعدة
وأخيراً التأييد العربي ...قواعد الثوار في تونس والمغرب والدعم الشعبي والمادي الواسع من مصر عبد الناصر وسورية والعراق
والعالمي ممثلا في دول العالم الثالث والدول الاشتراكية
..
....
.......
شاءت الأقدار أن يكون اليوم الذي بدأ فيه الاحتلال الفرنسي للجزائر
هو نفس اليوم الذي استقلت فيه غير أن الفارق الزمني بينهما (132) عامًا امتلأت بالأحداث والشهداء
وبقت
الياذة الجزائر
.
.
جزائر ...يا مطلع المعجزات
و يا حجة الله في الكائنات
و يا بسمة الرب في أرضه
و يا وجهه الضاحك القسمات
و يا وجهه في سجل الخلود
تموج بها الصور الحالمات
و يا قصة بث فيها الوجود ....معاني السمو بروع الحياة
و يا صفحة خط فيها البقاء ...بنار و نور جهاد الأباة
و يا للبطولات تغزو الدنا
و تلهمها القيم الخالدات
و يا أسطورة رددتها القرون... فهاجت بأعماقنا الذكريات
و يا تربة تاه فيها الجلال.... فتاهت بها القمم الشامخات
و ألقى النهاية فيها الجمال
فهمنا بأسرارها الفاتنات
و أهوى على قدميها الزمان
فأهوى على قدميها الطغاة

Sunday, May 31, 2009

جانيت

تلك هي المرأة التى أثبتت منذ قديم الزمان
أن الرجولة ليست من خصال الذكور
......
عذراء أورليانز
أو القديسة
كما أطلق عليها في العام 1920
من بعد مرور أكثر من أربعة قرون ونصف القرن على وفاتها
أو قتلها وحرقها وهي حية
حين سقطت بين أيدي جنود "البورجينيين"في مقاطعة آرمانياك
ومن بعد تقديمها هدية للانجليز
ومحاكمتها واتهامها بالسحر والردة
مما أوب صدور الحكم بالحرق وهي حية
فهل كانت النار بردا وسلاما على جسد القديسة !!؟؟
..............
لم تستمر حياة تلك الفتاة سوى تسعة عشر عاما
ومن بعد قتلها تم تكريمها بتسعة عشر عاما
وأقيمت محاكمة خصيصا لتكريمها
...............
ولدت جان دارك في العام الثاني عشر من القرن الرابع عشر في قرية دومرمي
لأب من المزارعين الفرنسيين
وفي عامها الثالث عشر سمعت بنصيحة الأصوات الملائكية
بالذهاب للقاء تشارلز ابن ملك فرنسا
ومن هنا كانت البداية
.................
حين اجتمعت مع الوريث الفرنسي وعرف أنها جاءت ساعية لمحاربة الإنجليز
اختربها علماؤه لمدة ثلاث أسابيع
وحين تيقنوا أنها جاءت لتنقذ أورليانز من براثن الانجليز
أرسل معها تشارلز اثنى عشر ألف جندي
وكانت المهمة فتح أورليانز
.........
جئت برسالة من ملك السماوات والأرض
لطردك من فرنسا
أطعني وارجع بسلام مع رجالك إلى ديارك
وسيذهب الملك للأحق بإرثه
وإلا كانت الحرب .....حربا لم ترى فرنسا مثلها من ألف عام
هكذا كانت رسالة جانيت إلى الدوق بدفورد الانجليزي
ولم يكن الرد أبدا بالموافقة
.........
انطلق المحررون بقيادة العذراء إلى أورليانز
حوصرت المدينة
واحتلت أبراجها
أصابها سهم في المعركة
لكنه زاد من صلابتها وصلادتها
حتى انتهت المعركة لصالح الفرنسيين
وقادت جانيت تشارلز إلى ريمز
وشاهدت تتويجه ملكا على فرنسا
...................
كونوا شجعانا ....لا تتراجعوا .....بعد قليل سيكون النصر حليفكم
هكذا صرخت في جنودها حين ضربها السهم
لاتلحقوا بهم ضررا
وهكذا قالت حين تحقق النصر
...........
في اليوم الثلاثين من العام 1431
أعدمت القديسة
وخلدت ذكراها لليوم

Sunday, May 3, 2009

السنهوري

ذكرى اليوم قد تخص بلاد الرافدين

ولكنها بالأولى تهم بلاد النيل

اليوم يحمل ذكرى وضع ثاني دساتير العراق في العام 1964
ولكن ما يستحق السرد هو ذكرى هذا الذي وضع الدستور ....ومن قبله القانون المدني العراقي
..................
ولد عبد الرزاق السنهوري في العام 1895 في الاسكندرية
لأب يعمل موظفا في مجلس البلدية
سرعان ما تركه يتيما في عمر السنين الخمس
تدرج تعليمه من الكتاب للتعليم العام حتى حصل على الترتيب الثاني بين طلبة المرحلة الثانوية في مصر
اتجه للعمل بوزارة المالية
وللدراسة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة
وسرعان ما تخرج منها كأول على دفعته وعين في سلك النيابة والقضاء
تأثر بخطاب مصطفى كامل وفكر الكواكبي
بعد أن قرأ في صباه أمهات الكتب العربية
بداية بالأغاني وحتى ديوان المتنبي
.......
حين ألغيت الخلافة
كان السنهوري في فرنسا
واعد دراسة عن فقه الخلافة وتطورها
حتى بعد ان واجه العديد من المشكلات بسبب تلك الدراسة
خاصة تلك المعارك الجانبية مع الشيخ على عبد الرازق ورفضه لفكرة الخلافة
"إلا أن رسالته والتى حملت عنوان" مواد البرنامج
وهي الرسالة الاصلاحية الأهم في حياته
والتى نال عنها جائزة أفضل رسالة دكتوراة بين باقى المبعوثين من شتى الأقطار
......................
عاد إلى مصر ليعمل مدرسا بالجامعة المصرية
في قسم القانون المدني
أيد وشارك العديد من حركات الاصلاح والتغيير في مصر قبل انقلاب 52
ولكنه لم ينضم لأي منهم
واتجه لتأسيس جمعية الشبان المسلمين والتى كانت السبب الأهم في فصله من الجامعة المصرية عام 1935
......................
دعي من قبل الحكومة العراقية
في نفس العام الذي غادر فيه الجامعة
فأنشأ كلية الحقوق العراقية ووضع المشروع الأقوى للقانون المدني العراقي
غير الكثير والكثير من المؤلفات والمنشورات القانونية التى ساهمت في بناء طلاب حقوقين ذوي كفاءة في بغداد
وبعد هذا الإنجاز الذي حقق في العراق
عاد إلى مصر مرة آخرى ليكون عميدا لكلية الحقوق ومدرسة القانون المصرية
ورأس الوفد المصر الذي شارك في المؤتمر الدولى للقانون المقارن في لاهاي عام 37
ثم أسند إليه وضع مشروع القانون المدنى المصري فأدى ما أسند إليه
رافضا الحصول على أي منح أو مكافآت
ولكن سرعان ما أجبر على ترك التدريس بالجامعة مرة آخرى
فاتجه إلى القضاء وعين قاضيا للمحكمة المختلطة بالمنصورة
ومن بعدها وكيلا لوزارة العدل ومستشارا لوزارة المعارف العمومية
إلى أن أبعد أيضا في العام 42
فاضطر للعمل بالمحاماة رغم كونه لم يرغب في ذلك يوما
............
كانت العودة للعراق في العام 43 لاستكمال ما تبقي من مشروع القانون المدني
ومنها لدمشق ووضع مشروع القانون المدني السوري
وهناك كانت البداية الحقيقية لمشروع انشاء اتحاد عربي سنة 1944
ومخطط معهد الدراسات العربية العليا والذي تأجل تنفيذه حتى العام 1952من بعد انشاء جامعة الدول العربية
...............................
عاد إلى مصر ليتولى وزارة المعارف العمومية
ومن بعد مجلس الدولة المصري
والذي ازدهر في عهده وعرفت الدولة تنظيما لم تشهده من قبل
شارك بالأساس في وضع الدستور المصري الجديد بعد إلغاء دستور 1923

وعاش فترة مستقرة

حتى حدث الخلاف مع عبد الناصر في العام 56

وفرض عليه النظام الناصري عزلة اجبارية

اعتزل فيها الحياة العامة وتفرغ لمؤلفاته القانونية الأهم في تاريخ القانون المصري

والتى فاق عددها الحصر

حتى مات في العام 1971
......................

ساعد السنهوري العديد من الدول العربية في وضع دساتيرها وقوانينها

فهناك الدستور والقانون المدني العراقي

ومثيليه السوريين

والقانون المدني الليبي بعد حصولها على استقلالها

والمقدمات الدستورية للسودان والإمارات والكويت

وساعد الآخيرة في استكمال مقومات انضمامها للأمم المتحدة في العام 1960
.........................

وا حسرتاه على بلادي

بدأت القانون بالسنهوري

وانتهينا حيث الدكروري

Sunday, April 26, 2009

انسحاب

بدأ الأمر في صيف العام 76 حين قررت القوات السورية الدحول إلى المعترك اللبناني
والخوض في خضم الحرب الأهلية اللبنانية
والتى اندلعت في العام 75
وكان هذا الدخول هو النقلة السياسية والعسكرية الأقوى للانقلاب العسكري الذي قاده حافظ الأسد ضد رفاقه في حزب البعث أواخر العام 69
وبعد الكثير والكثير من النفوذ السوري في لبنان
بدأ الأمر في في الانحطاط
مع سحب الملف اللبناني من يد عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري حافظ الأسد
ووضعه بين عناية الوريث بشار
كجزء هام جدا لإعداد الأسد الصغير
لم يكن انحطاطا في المعاملة مع اللبنانيين
ولكن كان انحطاطا في طموحات الأسد الحافظ
وكانت الضربة القاضية حين أفاقت لبنان على خبر وفاة حافظ الأسد في يونيو من العام 2000
فالأب الأشرس والأكثر دموية والأعلى دهاءا وميكافيللية راحت أيامه
وزدات المطالبات بالجلاء السوري عن بلاد الأرزة
وفي مثل هذا اليوم
من العام 2005
انسحب آخر جندي سوري من الأراضي اللبنانية
وانتهى فصل ....من أهم فصول مسرحية لبنان
الأخضر .....الحلو

Thursday, April 23, 2009

الفاتح

طفولة بطل قصة اليوم لم تكن عادية بأي شكل من الأشكال
فلم يكن هناك طفلا يماثله في أدنى شئ
حفظ القرآن وقرأ الحديث وتعلم الفقه
درس الرياضيات والفلك
تعلم
العربية والفارسية واللاتينية واليونانية
وأجاد وابتكر في فنون الحرب وإدارة الدولة
أحب الجهاد من صغره
وبث شيخه "آق شمس الدين" فيه روحا ....تتطلع إلى البشارة التى بشر بها نبي الاسلام
حين قال :"لتَفْتَحُنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش
..........
هو محمد الفاتح
الملقب بأبي الخيرات
وفاتح القسطنطينية
والذي كان في اليوم الثاني والعشرين من العام 1453
..........
القسطنطينية
هي المدينة التى قيل عنها أنها الأصلح لتكون عاصمة العالم
وهي التى عاشت كأعظم مدن العالم منذ بدأ التاريخ حتى لحظاتنا الحالية
وبقت عاصمة لأكبر الدول
بدءا بالرومانية والبيزنطية نهاية بالعثمانية ....وتبقى الآن أكبر مدن تركيا
...........
عاشت كمدينة للصيادين
حتى أسس الامبراطور قسطنطين عاصمته بها في العام 335
لتسمى من يومها بالقسطنطينية بعد أن عرفت ببيزنطة
ثم تغير إسمها لـ"اسلامبول" وقت الفتح العثماني لها
وتغير مرة آخرى وأخيرة إلى اسطمبول بعد تعديلات أتاتورك ودولته
...........
راود حلم فتح القسطنطينية المسلمون منذ أن بشر الرسول بفتحها
وكرم جيش فاتحهيا وقائدهم
فبدأت المحاولات في عهد معاوية بن أبي سفيان
ثم حاول سليمان بن عبد الملك
ومن بعدهم بايزيد الأول ومراد الثان
حتى جاء محمد الفاتح ليحقق الحلم والبشارة
.........
بدأ الأمر حين عزم محمد الفاتح بناء قلعة "رومللى حصار"
على الجانب الأوروبي من البوسفور في مواجهة الأسوار القسطنطينية
فأعد العدة والرجال
وشارك بنفسه في عمليات التشييد والبناء في صورة تواضع لم يعرفها أحد غيره من سلاطين الدولة العثمانية
ولم تمض ثلاثة شهور حتى تم بناء القلعة على هيئة مثلث سميك الجدران
في كل زاوية منها برج ضخم مغطى بالرصاص
وأمر السلطان بأن ينصب على الشاطئ مجانيق ومدافع ضخمة
وأن تصوب أفواهها إلى الشاطئ
لكي تمنع السفن الرومية والأوروبية من المرور في بوغاز البوسفور
خاصة بعد الهجمات التى تعرض لها عمال البناء
ومصرع العديد والعديد منهم
في محاولات هدم القلعة
وهنا إندلعت شرارة الحرب بين الدولتين
..........
أوربان
اسم أخر يجب ذكره في تلك القصة
ذلك المهندس المجري الذي صنع آلة الحرب الأقوى وقتها
المدفع السلطاني كما كان يسمى وقتها
وهو المدفع القادرة قذائفه على تحطيم أعتى الحصون وأعلى القلاع
زنة القذيفة التى تجاوزت الإثنى عشر ألف رطلا
ووزن المدفع الذي وصل إلى 700 طن
كانت تحتاج إلى 100 ثور لجره و100 رجل
وكان يحتاج لثلاثة أشهر في الماء ليتجه باتجاه القلعة العتيقة في القسطنطينية
..........
حين أحكم محمد الفاتح حصار المدينة في السادس من ابريل
عرض على سلطانها أن يسلم المدينة إليه وتعهد باحترام سكانها وتأمينهم على أرواحهم ومعتقداتهم وممتلكاتهم
إلا أن الرفض لم يرحم أحدا
وبدأ الهجوم
وكان الفتح
وخلدت ذكرى محمد الفاتح


Saturday, April 11, 2009

ايران

قد تكون ذكرى اليوم قاسية
ولكن من قال أن ذكرى الأمس أو الغد لن تكون أكثر قسوة
لا أعرف أيا من كتب التاريخ يضع ذلك اليوم
الحادي عشر من ابريل فيما بين جنباته
قد يحتفى به كتابا أو آخر بذكرى أو آخرى
لكن لا اعتقد أنه ذاك اليوم الذي أقصده أو الذكرى التى أنشدها
..................
التاريخ :11 ابريل 2006
الحدث: اعلان الرئيس الايراني أحمدي نجاد عن نجاح ايران بتخصيب اليورانيوم لاستخدامه في اغراضه السلمية
هذا هو اليوم الذي أثار حربا شعواء على ايران
الولايات المتحدة ، أوروبا ، الصهاينة ، الاتباع
كل هؤلاء رفضوا المشروع الايراني برمته
وانضمت ايران لمحور الشر
واصبحت ايران الداعم رقم 1 لما يسميه هؤلاء بالارهاب
أغرب مافي الأمر أن كل هؤلاء لهم مصالح في عرقلة المشروع النووي الايرانى
عدا الاتباع المذكورين من حكام بلاد العرب وشيوخهم الوهابيين
فمثلا أمريكا وأوروبا لديهم الخوف على أمن الصهاينة
والصهاينة لديهم الخوف على أنفسهم
لكن ما الضرر الذي تصدره ايران لدولة عربية او سنية بمثل هذا المشروع النووي السلمي
لا شئ يذكر سوى التبعية
والقيام على خدمة السادة
فالمعادين لايران في دول العرب والسنة
هم اتباع الصهاينة
وأمن آل صهيون يهمهم بالدرجة الأولى
فلاوجود لهم إلا بوجود دولة الصهاينة
ولا أمن لهم بغير توفير الأمن اللازم للصهاينة
الشئ الأغرب
أن أمريكا نفسها انصاعت وتوددت وتقاربت وتصالحت
ولكن هؤلاء مازالوا في خصام وحرب في وقت يفرضون فيه سلاما واستسلاما للعدو الصهيوني
لأنهم أبدا لم يستفيدوا من الدرس القائل
الأقوياء فقط لهم كل الاحترام "
والضعفاء الأذلاء فقط ليس لهم سوى الازدراء والتجاهل
"ولا يخلو الأمر من بعض الشفقة
لن يتعلموا أبدا أن ايران ستبقى وستتقدم وستعلو
وهم لا يزالون في ذات أماكنهم تحت أقدام اسيادهم
ينبحون على كل شريف ويصفونه بالشيعي ويتهمونة بالعمالة لايران
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
لو فرضنا"فرضا" أن ايران هي عدوا حقيقيا
فلماذا لا نسلك معها سلاما
...كالمفروض"قهرا" علينا مع اعدائنا
الحقيقيين؟؟؟
--------------------
وتبقى كلمات الأحمدي نجاد شاهدة على هذا اليوم في التاريخ
"لن نتراجع أمام الضغوط ولا عودة للوراء"
عن حالى أقول أن العودة للوراء واجبة
حتى....لكي نذكر تلك الكلمات