Sunday, May 31, 2009

جانيت

تلك هي المرأة التى أثبتت منذ قديم الزمان
أن الرجولة ليست من خصال الذكور
......
عذراء أورليانز
أو القديسة
كما أطلق عليها في العام 1920
من بعد مرور أكثر من أربعة قرون ونصف القرن على وفاتها
أو قتلها وحرقها وهي حية
حين سقطت بين أيدي جنود "البورجينيين"في مقاطعة آرمانياك
ومن بعد تقديمها هدية للانجليز
ومحاكمتها واتهامها بالسحر والردة
مما أوب صدور الحكم بالحرق وهي حية
فهل كانت النار بردا وسلاما على جسد القديسة !!؟؟
..............
لم تستمر حياة تلك الفتاة سوى تسعة عشر عاما
ومن بعد قتلها تم تكريمها بتسعة عشر عاما
وأقيمت محاكمة خصيصا لتكريمها
...............
ولدت جان دارك في العام الثاني عشر من القرن الرابع عشر في قرية دومرمي
لأب من المزارعين الفرنسيين
وفي عامها الثالث عشر سمعت بنصيحة الأصوات الملائكية
بالذهاب للقاء تشارلز ابن ملك فرنسا
ومن هنا كانت البداية
.................
حين اجتمعت مع الوريث الفرنسي وعرف أنها جاءت ساعية لمحاربة الإنجليز
اختربها علماؤه لمدة ثلاث أسابيع
وحين تيقنوا أنها جاءت لتنقذ أورليانز من براثن الانجليز
أرسل معها تشارلز اثنى عشر ألف جندي
وكانت المهمة فتح أورليانز
.........
جئت برسالة من ملك السماوات والأرض
لطردك من فرنسا
أطعني وارجع بسلام مع رجالك إلى ديارك
وسيذهب الملك للأحق بإرثه
وإلا كانت الحرب .....حربا لم ترى فرنسا مثلها من ألف عام
هكذا كانت رسالة جانيت إلى الدوق بدفورد الانجليزي
ولم يكن الرد أبدا بالموافقة
.........
انطلق المحررون بقيادة العذراء إلى أورليانز
حوصرت المدينة
واحتلت أبراجها
أصابها سهم في المعركة
لكنه زاد من صلابتها وصلادتها
حتى انتهت المعركة لصالح الفرنسيين
وقادت جانيت تشارلز إلى ريمز
وشاهدت تتويجه ملكا على فرنسا
...................
كونوا شجعانا ....لا تتراجعوا .....بعد قليل سيكون النصر حليفكم
هكذا صرخت في جنودها حين ضربها السهم
لاتلحقوا بهم ضررا
وهكذا قالت حين تحقق النصر
...........
في اليوم الثلاثين من العام 1431
أعدمت القديسة
وخلدت ذكراها لليوم

Sunday, May 3, 2009

السنهوري

ذكرى اليوم قد تخص بلاد الرافدين

ولكنها بالأولى تهم بلاد النيل

اليوم يحمل ذكرى وضع ثاني دساتير العراق في العام 1964
ولكن ما يستحق السرد هو ذكرى هذا الذي وضع الدستور ....ومن قبله القانون المدني العراقي
..................
ولد عبد الرزاق السنهوري في العام 1895 في الاسكندرية
لأب يعمل موظفا في مجلس البلدية
سرعان ما تركه يتيما في عمر السنين الخمس
تدرج تعليمه من الكتاب للتعليم العام حتى حصل على الترتيب الثاني بين طلبة المرحلة الثانوية في مصر
اتجه للعمل بوزارة المالية
وللدراسة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة
وسرعان ما تخرج منها كأول على دفعته وعين في سلك النيابة والقضاء
تأثر بخطاب مصطفى كامل وفكر الكواكبي
بعد أن قرأ في صباه أمهات الكتب العربية
بداية بالأغاني وحتى ديوان المتنبي
.......
حين ألغيت الخلافة
كان السنهوري في فرنسا
واعد دراسة عن فقه الخلافة وتطورها
حتى بعد ان واجه العديد من المشكلات بسبب تلك الدراسة
خاصة تلك المعارك الجانبية مع الشيخ على عبد الرازق ورفضه لفكرة الخلافة
"إلا أن رسالته والتى حملت عنوان" مواد البرنامج
وهي الرسالة الاصلاحية الأهم في حياته
والتى نال عنها جائزة أفضل رسالة دكتوراة بين باقى المبعوثين من شتى الأقطار
......................
عاد إلى مصر ليعمل مدرسا بالجامعة المصرية
في قسم القانون المدني
أيد وشارك العديد من حركات الاصلاح والتغيير في مصر قبل انقلاب 52
ولكنه لم ينضم لأي منهم
واتجه لتأسيس جمعية الشبان المسلمين والتى كانت السبب الأهم في فصله من الجامعة المصرية عام 1935
......................
دعي من قبل الحكومة العراقية
في نفس العام الذي غادر فيه الجامعة
فأنشأ كلية الحقوق العراقية ووضع المشروع الأقوى للقانون المدني العراقي
غير الكثير والكثير من المؤلفات والمنشورات القانونية التى ساهمت في بناء طلاب حقوقين ذوي كفاءة في بغداد
وبعد هذا الإنجاز الذي حقق في العراق
عاد إلى مصر مرة آخرى ليكون عميدا لكلية الحقوق ومدرسة القانون المصرية
ورأس الوفد المصر الذي شارك في المؤتمر الدولى للقانون المقارن في لاهاي عام 37
ثم أسند إليه وضع مشروع القانون المدنى المصري فأدى ما أسند إليه
رافضا الحصول على أي منح أو مكافآت
ولكن سرعان ما أجبر على ترك التدريس بالجامعة مرة آخرى
فاتجه إلى القضاء وعين قاضيا للمحكمة المختلطة بالمنصورة
ومن بعدها وكيلا لوزارة العدل ومستشارا لوزارة المعارف العمومية
إلى أن أبعد أيضا في العام 42
فاضطر للعمل بالمحاماة رغم كونه لم يرغب في ذلك يوما
............
كانت العودة للعراق في العام 43 لاستكمال ما تبقي من مشروع القانون المدني
ومنها لدمشق ووضع مشروع القانون المدني السوري
وهناك كانت البداية الحقيقية لمشروع انشاء اتحاد عربي سنة 1944
ومخطط معهد الدراسات العربية العليا والذي تأجل تنفيذه حتى العام 1952من بعد انشاء جامعة الدول العربية
...............................
عاد إلى مصر ليتولى وزارة المعارف العمومية
ومن بعد مجلس الدولة المصري
والذي ازدهر في عهده وعرفت الدولة تنظيما لم تشهده من قبل
شارك بالأساس في وضع الدستور المصري الجديد بعد إلغاء دستور 1923

وعاش فترة مستقرة

حتى حدث الخلاف مع عبد الناصر في العام 56

وفرض عليه النظام الناصري عزلة اجبارية

اعتزل فيها الحياة العامة وتفرغ لمؤلفاته القانونية الأهم في تاريخ القانون المصري

والتى فاق عددها الحصر

حتى مات في العام 1971
......................

ساعد السنهوري العديد من الدول العربية في وضع دساتيرها وقوانينها

فهناك الدستور والقانون المدني العراقي

ومثيليه السوريين

والقانون المدني الليبي بعد حصولها على استقلالها

والمقدمات الدستورية للسودان والإمارات والكويت

وساعد الآخيرة في استكمال مقومات انضمامها للأمم المتحدة في العام 1960
.........................

وا حسرتاه على بلادي

بدأت القانون بالسنهوري

وانتهينا حيث الدكروري